السبت، يناير 12، 2013

Bookmark and Share

  1. غزالةٌ تركض خلف القضبان



غزالةٌ تركض خلف القضبان
ظننتها حين أبصرتها
وهي تطوف حول الحمى
أنها تختال مرحاً
تلهو وتلعب بين الورود
في ذلك البستان؛؛
  
فدنوت نحوها
وسورٌ من الأشواك بيني وبينها
فلم تغب عن عيني لحظةً
ولم أغض الطَرْفَ عنها برهةً
فقد همني أمرَها؛؛
  
فلعل في طيات سجلها قصةً
فحينما اقتربت منها لأتدبر أمرها
فكأنها أحست بمن حولها
فتلفتت ذات اليمين وذات اليسار
ثم أخرَّت إلى الوراء خطوةً
ثم تقدمت نحوي
فاقتربت مني ودنت ؛؛
  
فنَظرَت إليَّ بِطَرْفِ عينها
فصوبت بسهم بصري صوب عينها
فأصاب لبَّ عقلي سهم سحرها ؛؛
  
فقرأت في صفحات عينها
قاموساً من الأحزان؛؛
فأمعنت في ملامح وجهها
فعبر لي عن مرٍّ من الأسى في قلبها
وكأنها بلغة العيون اشتكت إليَّ همها؛؛
  
فقد خانها الحظ ظلماً
أنها مع قطيع من القرود وحدها ؛؛
تركض خلف القضبان
 لا تبالي بمن حولها
وقد أضناها الشوق حنيناً
 لا تبرحُ تَذْكُرُ أهلها
تبحث يمينا ويساراً
عمن هم من الغزلان مثلها ؛؛
  
فهيهات هيهات
أن يكون في ذاك البستان
أيُّ غزالةٍ من بني جنسها
*
كعصفورة مسجونة
في قفص من الذهب
محكم الإغلاق بابهُ
 مصنوع بإتقانِ ؛؛
  
ظن من يسمع صوتها
 أنها تشدو طرباً ؛؛
ولكنك لو أمْعَنْتُ أنين لحنها
لأدركت ما في قلبها
من حزن وإشجانِ
  
فأنت يا سيدتي كتلك الغزالة
بل أنتِ غزالة مثلها
  
وأنتِ نعم أنتِ هذه العصفورة
فاعذريني يا عزيزتي
إن كنت قد تجرأت وقلتها
  
مدينتي الأسيرةُ أيــا قـــــــــــــــدسُ *؛
  
أما زلت تحلمين بمجد عمر وحطين
وأمتي في سبات نومها العميق غارقةٌ
لا تعي بما يحاك من قيود الرِّقِّ حولها
  
ولا مرُ علقم ذلُ القيد يضيرها
  
فأي دهرٍ ذاك الذي تحسبه
على مصاب خطوب الزمان يعينها
  
فما لنا سوى أبطال السيوف والقنا
في ساحات صناديد الهيجاء والوغى
يمحون عن مدينتى ذلَّ
القيد العتيد فيعود لها عزها
  
ولن أنتظر على أطلال الذكريات
مجدُ قطزٍ وبيبرس
ليعود لقدسي الحبيبة مجدها
  
مدينتي الأسيرةُ
مهما طال بك الأمد بين القضبان أسيرةٌ
فما القضبان بعزم الرجال
إلا كخيوط عنكبوت
سرعان الريح ما تزيلها
  
  
فإذا ما عاد العز والسؤد
 للقدس وأكنافها
حينها ولا بدُّ أن تستقي المجدَ
بلاد العُرْبِ والإسلام بأسرها
  
فلن يضير مدينتي
قهر القيود و أسرها
  
وكل ما قد فات من الأسرٍ
 أبداً أبداً لن يضيرها

------------------------------
بقلمي

(ادخل عبر اسمي اعلاه الى صفحتي في مركز النور)


التعليقات

ليست هناك تعليقات: