الاثنين، مايو 20، 2013

من لـــك يــا قـــدس




طـحـنـت رحــــى الــدهرِ بالـقــلــب مــشـــاعـــرَ قــد كــــانت 
تــنــبــــضُ بـــعــدمـــا أفــنـــى ربــيـــــعَ عـمـرِهــا الـدهــــــرُ
  
  
*بــعـــدمـــــا احـــتــرقـــــت عـلــــى شـــاطـــــئ الأحـــــــزانِ
 تـــــذرو رمــــادَ رُفـــاتِـها الــريــحُ فــتـُلـقي بـها فـي الـبـحــرِ
  
  
لــــم يــــبـقَ لـلــعـــــيـن مـــدامـعُ تـبـكــي وقــلــــبٌ أضـحــى
كـــقــفـــرٍ مــهــجـــورٍ لا يـســكــنـُهُ ســوى الــهـمُّ و الــقـهــرُ
  
  
فــإذا مـا امـتـطــى الـتـاريــخُ صهــوةَ جــوادهِ يـصارع الريـحَ
 مـنـتـشـيــاً يـســـتـبـق الـــخُـطــى مُـنــــاديــا عـلـى الــدهـــــرِ
  
  
أتـذكــر يا هــذا في طـيـات سِــجـلِّك للـــقـدسِ و أكــنافــهـــا
 مــــــجـداً لأجـــله كــتـبـت قــصــائــدُ الــشـــعــرِ و الـنـثــــرِ
  
  
تـلــفـتَ الـدهـرُ إلـى التاريخ مســتـهزئا أيـا هـذا ألـم تـعــي
بـيـت الـقـــصـيــــد أم أنــك بـلــحــن الــقـــوافــي تـخــمـــرُ
  
  
أقــصـــيــدةٌ مـن الـشــعـرِ تُـقرعُ أجـراسَ الكنائـسِ يُـطلبُ
بـهــا الــمـجـدُ عـنــوةً فـالـقــدس عـــروسٌ ولــهـــا مـهـــرُ
  
  
وي كـأنــك مـن سُـذَّجِ الـقــوم تغــرِفُ من بـحـور الأمــانـي
كــــؤوس الــهـــوى تـحـتـسـيـها حتى الثـمـلُ وبها تـسـكــر
  
  
تـقـف عـلـى نـاصـيـة أعـتــاب اللـيـالي تـذكر أمجاداً قد ولَّت
 فـي غـابــــر الأزمـان تـهـيـــــم عـلـى أطـلالـهــا و تـفـخـــر
  
  
 ألا يـكـفـيك يا هـذا بـكاءاً على الأطـلالِ تـذكـر ُمـن بعـد ذلٍ
أمــجـــادَ عـمــرَ وصــــلاح بـســـــاحـات الـعِـــز والـنـصــرِ
  
  
وأي مجـــد أنتَ تذكرهُ أم نسيت أنَّ مفاتيحَ لـبـيـتِ المقـدسِ
رهــنُ كنيـــــــــــسةٍ يَحـــرُسُها جـندٌ من الإفرنــجِ شــــــقرُ
  
  
فتعجب التاريخ مستنكراً لأنه يعلم أن للقدسِ مُلكٌ قد أشرقت
في الكــونِ شمسهُ ولا يبرحُ أن يغيب عن ملكــــها الفجـــــرُ
  
  
  
فكـــــــــفانا وقــوفاً على الأطلالِ فأين أسنةُ الرماحِ والقَـنـا
و ســـــــيوفٌ قد أمســــت من بعــــــدِ بياضِـــــها حــــــــمرُ
  
  
*وأجــــدادٌ لنا في ســـالفِ الأزمان إذا ما دارتْ رحى الحربِ
تراهــــــــــــم فــــي أرض الوغـــــى شُــعثٌ وغــــــــــــــــبرُ
  
  
والملـوك في البيتِ الأسـودِ تاجٌ من الــــــعارِ يُحَلَّـــــــونَ به
يتجــــرعون مـــرَّ العلـــــقمِ مــع كـــأسٍ مـن الخـَـــــمــــــــرِ
  
  
*وسلاطيــــن الأُمةِ رعــــاعٌ عبيدٌ مماليـــكٌ لولي أمرِهـــــــــم
وبيتٌ أســــــــــــــودٌ تصـــــــدرُ عنه أحكـــــامُ الــذُلِ والقهــرِ
  
  
*ومشـــــــــــــــايخٌ رَشـــــــــــفوا من عـبــقِ الطيـــبِ كأســـــاً
ينادون على المنــــــابر صلاحاً عـلهُ يخرجُ لـــهمْ من القبـــــر
  
  
وتاريــخٌ عجـوزٌ خَرفٌ لا يبرحُ يحلمُ بأمجادٍ قد وَلّـَتْ بعــــــــدما
طـــــــــــــــالَ بها الأمـــــــــدُ وطــحنتْ رفاتـها رحـى الــــــدهــرُ
  
  
والقـــــــــــــدسُ العتيقة في ظـلــــــــمة ليــــــــــــلٍ ســــــــرمدا
وقـد غابت عن الكـــونِ شمسُـــها تناجـــي ربها أيـن الفجـــــــر
  
  
من مرَّ بِســورِها أمعنَ أنيـــــنَ لحنِها وهي تنادي في القبــــــور
رجـــــــــــــــالاً لــــــها من قـــــــــوةِ عزمِـــهم تفتت الصـخــــــرُ
  
  
وهـــــــــــل يعــــودُ للقـــدسِ مجــــــــدُها إلا بأبــطالٍ صناديــــــدٍ
يســـــــــــــطرون في ســــاحات الوغـــى أروع قصيــدة للنصــرِ
  
  
حينها يحقُ للتاريــــــخِ أن يمتطي صهـوةَ جــودِاهِ بـــكل عـــــزةٍ
يــــــطـوي الـــثرى تحتَ قدميـــــه منتشياً ينادي على الـــــــدهرِ
  
  
أيا هذا ألم أقُل لك سالفاً أنه آنفاً قد أضحى لنا وللقدسِ عزٌ ومجـدٌ
يخاطب النجــــــــــــمَ في علياءِهِ ويهيـــج غروراً لأجلهِ البحـــــرُ
  
بقلمي

شاعر البحر *بحر بلا حدود
ديوان لحن القوافي
غزة/فلسطين

 حقوق الطبع والنشر محفوظة. نموذج Awesome Inc.. تدعمه Blogger.
*********** 
Bookmark and Share

ليست هناك تعليقات: