يا من عشقت الدنيا تركض خلفها
أيا ظبياً برمضاء صحراءٍ
تهيم على وجهك شغفاً
تطوي الثرى تحت قدميك
منتشياً تركضُ خلف هواك
ألا يضيرك وهَنُ العناء يصيبك
أم أنَّ ريماً بالفلاة هناك
عبير المسك في مُحياها سرُّ دواك
أتحسب أنَّها لو تلفتت
بعينها أنَّها سوف تراك
أم تظن أنك وحدك
من هزهُ الشوقُ ألماً
أم أنَّ مرَّ الفراق قد أضناك
فالشمس في علياءها
على لهفٍ ترقب فجرها
والنجوم في بروجها بلهفةِ
المشتاق تناجي ليلها
فمحض وهمٍ إنْ ظننت
أنه ليس في الكون سواك
أما زلت تتبع ظِلَّها
تمد الخطى صوب الديار نحوها
فأرفق بنفسك إنِّي أراك
قد أخطأت الخُطى
وزَلَّت عن الدرب خطاك
فيا من تلهث خلف دنيا عشقتها
وتاهت في رمال الصحراء قدماك
أراك قد نسيت أنَّ
الموت حتماً مأوانا ومأواك
فالدنيا كسراب دخانٍ
أنت تتبعه فلا أنت خالدٌ فيها
ولا كل من وطئ الثرى
ولن تدومَ لسواك
فاسعى لدارٍ أنت غداً خالدٌ فيها
واجعل الموت نُصبَ
عينيك والجنةَ جُلَّ مناك
واترك الدنيا لمن فيها
والبس ثياب الزهد متحلياً بها
سترى الدنيا تخطو خلفك
رهواً كغزالةٍ على استحياءٍ
تتوسلُ
تستجديك عطفاً تتمنى عليك
أملاً أنْ تنالَ رضاك
فهون عليك فإني أراك
لم تبقِ للعين مدامعاً
فأرِقْت وأرِقَ من حولكَ
وغرَّك التمنى وطول الأمل
وعشقها أعيانا وأعياك
يا من على عرش
قلبك تربعَ حبها تذكر
أنَّها دارَ محنةِ وهلاك
أيا ظبينا يهديك ربك
من ضلالك فالله ربي
مولانا ومولاك
بقلمي
شاعر البحر *بحر بلا حدود
ديوان لحن القوافي
غزة/فلسطين
حقوق الطبع والنشر محفوظة. نموذج Awesome Inc.. تدعمه Blogger.
***********
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق