
ألا لـيس الـضـرير ذاك الــذي بعينيه لا يبصـرُ
بل ذاك الذي هو في لُـبِّ أعماق المعاني لا يُبْحرُ
يمكث وقوفاً على شاطئ الحروف دونما ينظرُ
فكــم من ضــريرٍ ذو بصـيــرةٍ وقلبه للخير يُؤثرُ
ورُبَّ مبصرٍ منكوسٌ فؤاده خاوي الحس لا يشعرُ
وما الأبكم إلا ذاك الـذي لقول الحق جاحدٌ ومُنْكرُ
وكم من فصيحٍ قوله يَتُوْقُ الى الشر ومنه يكثرُ
فلله درّ كل ذي عاهةٍ يصدعُ بالحق وبه يجهــرُ
ألا وتعساً لمن يملك لسان لغوٍ وبالخصام يَفْجُــرُ
وكم من أصمٍ عن اللغــوِ صُمِّهِ بين الأنام أجدَرُ
بالحمدِ على مكارم الأخلاق مـدحـاً
له و يـُشـكرُ
فطوبا لأصَمٍ عن اللغوِ وحسبه بذاك الصُمِّ يفخَرُ
وعجبي لكل صحيحٍ لا يملك الصواب وله يَفْقَرُ
وتحيتي لكل ذي عاهةٍ جِنَانَهُ لدروب الإفك تهجرُ
بذا يرتقي العلا وسود الليالي لأجل المجد يسهرُ
فما العاهةُ فَقْدَ نطقٍ ولا سمعٍ أو من لا يبصرُ
بل كل ذي سوء خلقٍ على ذوي الأخلاق يتكبرُ
وأسوأ الخَلْقْ منكرٌ للمعروف فيه الخير لا يثمرُ
وبئس الحاكم جائرٌ على رقـاب العبـاد يتجـبـرُ
مستبدٌ والقومُ دونه عبيدٌ بلا رحمةٍ يَنْهَى ويأمرُ
متسلطٌ شَغِفٌ بعرشه ليته بحال الرعية يتفكرُ
قد شغفه المُلك حباً ويحه في الملكوت لا يتدبرُ
كأنه في الحياة مخلداً لاهياً وللموت لا يتذكرُ
لا يجدي به وعظ ناصحٍ ولا بذكر الموت يتأثرُ
نعامةٌ في الهيجاء ونصرٌ عن
أرجاءنا مُتأخرُ
فحريٌّ به الصُّمُّ والبُكْمُ ضريرٌ وما عساه مُبصرُ
لذا أراني على أعتاب الليالي كالأشلاءٍ مبعثرُ
أبث شكواي وأسرُّ النجوى للنصر كي لا يتأخرُ
فذا شأن كل ذي عاهةٍ فضلُ أخلاقِه أبداً لا تُنْكرُ
بين العالمين تَخْلُدُ ذكراه نثني عليه وبالخير يُذكرُ
بقلمي:
ديـــــــــــــــوان
لـــــــــــحن القــــــــوافي
** الــشـــاعـــــر
بحــــــــــر بلا حـــــــدود
فـلــــســــــــــ *غزة* ــــــــطـيــن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق