الثلاثاء، يونيو 04، 2013

الإنسان والصراع الداخلي









الإنسان والصراع الداخلي
عقل يقنع بواقع غير مقنع
وقلب يبحث عن الذات

معادلة صعبة ومفترق طرق
مظلم ومجهول المعالم
وخارطة طريق نحو حياة مفروضة
لسنا من يختار عنوانها

حياةٌ كقصيدة ِشعرٍ مشفرة المعاني
تحتاج إلى معجم لغةٍ لحل طلاسمها
 كلها عوامل معقدة تدعو إلى الكتابة
والتعبير عن الذات لإثبات الذات

كثيراً ما نبحثُ عن الذات
بينَ السطورِ أحياناً
وبين ثنايا الحرفِ والقصيدِة ومنتهاها أحياناً
وبين ثنايا صفحاتِ الروايةِ أحياناً
آخرى  كمن  يبحث عن  ضالتهِ

فليس المهم أن نجد ما نبحث عنه
وإن كان هذا هو المهم بلا شك !!!!
ولكن الأهم هو أن نستمر
في  البحث بلا يئسٍ أو ملل

 كثيرا ًما أحدق ببصري
 في المكان من حولي
 ببصيرة المحدق بالبصر
فأرى أني بحاجة لأن
 أختليَ بنفسي قليلاً
بعيداً عن طقوس
 الحياة وتكاليفها
باحثاً عن الصدق في نفسي
وفي نفوس الآخرين

فيدفعني ذلك للهروب من الواقع
لعلّي أستعيد توازني وقدرتي
على مواجهة ذلك الواقع

لأني حتماً ولابدَّ لي وأن أعودُ إليه
فما هي إلا خلوةُ بالنفس لأراجع
حساباتي بعيداً عن  ضنك الحياة
ومجريات الأمور من حولي


أحياناً يعود إليَّ الأمل بالعودة إلى الذات
التي أشكُ في لحظاتٍ كثيرة
 أني أفتقدها في كل لحظة
فأجد نفسي كأشلاء بلا روح
 وكأني مبعثراً كفقاعات هواءٍ
  تطفو فوق سطح غديرٍ
 راكدٍ بلا حياةٍ  تنبضُ فيهِ

فأشعر وكأنه لا طاقة لي
 بالخوض في خضم معارك
 الحياة البائسة التي نعيشها

فكم أتمنى أن أجد ضالتي
 التي طالما بحثت عنها طويلا
بين أحرف القصيد
 وما تحمله قوافي الشعر من المعاني


فالإنسانُ قد يغيبُ أحيانا عن الوجود
 ويذوب كقطرات الندى
 فإذا ما سطعت الشمس بنورها
 تبخر نحو السحاب
 ولكنه لن يغيب إلى الأبد
  لأنه حين إن غاب
 كان يبحث عن ذاته
 بين ذرات الهواء حيث الأفق
الأعلى حيث الوجود المجهول
 والخيال الذي طالما تمناه
 أن يتبلور بين يديه
 إلى حقيقة فإن لم يجد ذاك
الخيال فليصنع له في قلبه
 بيتا من الذهب ويدعه يعيش
 بين أحشائه الدافئة
ما بقيَ على قيد الحياة
فلم يعد لليأس من جدوى
 فلا بد حتماً من الأمل
 حتى وان كان صرحاً من خيال
فلا بد لذلك الخيال
وذاك الأملُ أن   يحيا
 في قلوبنا ما دمنا أحياء
ما دمنا أحياء


بقلمي


شاعر البحر *بحر بلا حدود

ديوان همس الكلمات

غزة/ فلسطين
 
 حقوق الطبع والنشر محفوظة. نموذج Awesome Inc.. تدعمه Blogger.


Bookmark and Share

ليست هناك تعليقات: