الأحد، مايو 26، 2013

جــفــوة الحـرمــــان

Bookmark and Share
جــفــوة الحـرمــــان





وانـقـضـى الـعـمـر يـــا نفـسَ قــهـراً وهــــا قــد جـفـــانــي زمــــانــي

أشــــكـو لـلـزمــــان مـرَّ عـلـتـي وذي جــفــوةٌ يــئـن لــهـــا حـرمــاني

عـانـيـت فـي ثـنـــايا الــهــم عـمـراً مـن لــــوعـة الحــــرمان أعـــاني

لعمري يا قــــومَ لا أذكـــرُ لــــي بســـمةً يـشـــيـر إلــيــهــا بـنـــــاني

ولا نشـــــوة عــــزٍّ أحِــن لــهـــا ولا فـــرحٌ عــــاش بــه وجــــداني

بت مـمزقٌ كأشـــلاءٍ بعثرتها الريح وذا الزمــانٌ قد اسـتباح هواني

أنـــوح على أطلال عـزٍّ قد مضـى لأرثـي لي  مجــداً قـــد كان أتاني

فـهـذه كـلـمـة حـــقٍ قد قــلـتـهــا وهـــا قـد نـطـق بالحـق لــســاني

ويحي على عمرٍ قـد ضــاع هـبـــاءاً في حيــاةٍ لا تحمل أي معـاني

كـغـــيـمٍ عـابرٍ مـرَّ بـلـمـحـةٍ يـرتـقـي سُـحـبـاً ســافـرت بلا عـنوانِ

فـيـالـيـتـني أبلغ معارج الـنهى علني بفيضٍ ابوح ما في الـكـتـمان

وكـيـف للأيــام أن تعــود بنــا والزمــان من قـبــل الأوان هجاني

وســهدٌ حـسـبهُ يـُـذيـب أوصــالـنــا والنوم من مرِّ السهادِ جفاني

فـكـيـف لي مـن طـيـف نـعـاسٍ وأرقٌ في الجفــون يا ليته يسلاني

وي كأن الـنوم قد هجر وكناته وتـا غـفـوتي قــد فـارقـت أركـاني

ورب هـواجـسٍ هـمـسـاً تـنــاديني مـا بـيـن صحـوتي وهـذيـانـي

أبات بالضَّـنَى عـلـيــل الــشــوقِ وصـبـرٌ بمُـرِّ كـأســه أســقــاني

أســكـب الــدمــع على ســيـف الـقــدر من جرحٍ بات لا يـنسـاني

فـذرف دمـعـي مِـلـحـاً أُجــاجـا حـتـى مـن ظـمـأ الـسـنـيـن أرواني

لـتـغــرق  بـغــديـره الـمُـقَــلُ حـتى ظـنـنـت أن الــدمـعَ يـهــواني

أرانـي بـذاك الـكــون أســيـراً كـعـصـفـور في قـبـضــة الـسـجـانِ

فأي لحنٍ للقصيد ذاك الذي يخطُـه قـدرٌ بمعــاني حروفه أشجاني

ويا لأقدارنا التي دونتها أسفارنا كل حرفٍ بين سطورها أشقاني

فما للأقدار عن موعدها غفوةً ومالها أن تأتي قبل أوانها بثــوانِ

فالمرء وما كتبت عليه أقداره ولا مناص من الأقــدار بالهجــرانِ

كما الديار من بعد الخراب فإنها لا جدوى لها من بعده بالعمران

فــدع الأيــام يا أخي وشـــأنها علها تداوي ذاك الجرح بالنسـيان

ولا تنظر الى السماء لتبلغ السُحُبَ فبالغيث قد تبلغ أسباب الأماني



بقلمي


شاعر البحر *بحر بلا حدود

ديوان لحن القوافي

غزة/فلسطين

 حقوق الطبع والنشر محفوظة. نموذج Awesome Inc.. تدعمه   



ليست هناك تعليقات: