يُحكي في
احدى القبائل قصةَ فارسٍ فقير الحال قد كان يلوذ عن قومه في الهيجاء ويبلي أحسن
البلاء اذا ما حميَ الوطيس ودارت الحرب رحاها وفي ليلةٍ كما اعتاد ذهب ليسمر مع
القوم وقبل أنْ يدخل مجلس سيد القوم سمع ابن زعيم القبيلة ينعته ببذئ من القول منكراً
عليه حقه في الفروسية فلما سمع ما سمع تردد في الدخول وأخَّر خطوةً للوراء ثم فكر
وتدبر ثم قرر فدخل على القوم قارعاً عليهم السلام بقلبٍ متأجج فسكت القوم برهةً ثم
ردوا عليه السلام فجلس ينظر فيهم قائلا بلحن القصيد :-
حِــكَـــــم
القــوافـي
ولا تركننَّ إلى الدنيا وإن طالت فسبحان مغير الأحوال من حالٍ إلى حال
أحبةٌ على قلوبهم كُنَّا فهُنَّا فهان علينا وِدَّهُم إذ هان عليهم
ودنا والوصال
فدعك يا أخي من كنا وكانوا ودع الأيام وشـأنـها تكشف عن صدق الفعال
فكثيرٌ
ما خِلنا أنه كرواسي الجبالِ فكالريشةِ كان أينما مالت الريحُ مالَ
ولا عجب
وإن داوى الزمان ما جـرح الحسـامُ وما ذاك على الزمان بمحال
وأيُّ عيبٍ على الزمان تُرى أن يداوي جرح اللسان إذ أنه لكل مقامٍ
مقال
ألا فـأنصـت يا فتى للكلم واصـمـت فالصمت من شيم الرجال أهل الفعال
فلن تعاب بطول صمتك لابد وإن طال و إنما العيب في كثرة القيل والقال
وما دأب الفتى بالوغى قولٌ وصولٌ فالفعل صعبٌ وما أسهل لجة الأقوال
فاغمد لسانك واشهر سيفك عاليا فلن يجدي غمد السيوف عند النزال
وانحني لمن صنعوا التاريخ والمجد فلم نسمع إلا صوت سيوفهم والنبال
فربَّ رجلٍ تُراهُ بألف رجل ورب ألف رجل لا أحسبهم يعدون من الرجال
وربَّ ميتِ لا تُنسى مدى الدهر ذكراه ورب أحياء بيننا لا يذكرون بأي
حال
فاختر لنفسك من أي الرجال أنت وارتدي من الأخلاق ثوباً يمنحك الجمال
بقلمي:
ديـــــــــــــــوان
لـــــــــــحن القــــــــوافي
** الــشـــاعـــــر
بحــــــــــر بلا حـــــــدود
فـلــــســــــــــ *غزة* ــــــــطـيــن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق