
لبيك يا أقصى
زياد أحمد أبو خوصة
مقدمة القصيدة:
(كل الطيور تعود في ذيل النهار **** إلا أنا
يا أقصى قد فاتني القطار)
المسجد الأقصى وسورٌ يشهد على التاريخ من
حوله وصخرةٌ وقبةٌ ذهبيةٌ صفراءُ
تستمد من ضوء الشمس لونها ومن زرقة السماء
بهاء زرقتها كأجمل لوحةٍ
يرسمها فنان تسر بجمال أعمدتها الشامخات على
مر العصور من أطال إليها النظر
ومن تمعن في جدرانها قرأ ما نقش عليها وكأنها
صفحاتُ ديوانٍ شعري كتب
بحروف كل أهل الأرض بأجمل قوافي القصيد شعراً
ونثراً تتغنى بأجمل لحنٍ تذكرنا
بأمجادٍ ما حتم على الغيماتِ إن تخفي معالم هذا
المجد العريق الراسخ مجداً وعزاً
تتوارثه الأجيال جيلٌ بعد جيل
……………………………
عذراً أخي ألا زلت وكأنه حتمٌ عليك وأن
تسألني بعد ذلك من هي معشوقتي ؟أما
وان لبثت تسألني فقد تثير شجني وألمي بهذا
السؤال ألا تدري لِمَ ؟
ألا لأنه لكل مقام مقال
…………………………..
أيا قدس يا معشوقتي أقصاي فيكِ مصلاي قبلتي الأولى حرمي في القلب
أنت لست وهمٌ أو خيال*
أعمدة الرخام فيكِ شواهدٌ شامخات كالجبال
الراسخات مدرسة ترسم أجملَ قصيدةٍ للأجيال*
من دنا من سورك أمعن أنين جرحك كأنه يشدو
بشجن ينادي على الرجال أين الرجال
ولو شاءت خطوب الزمان يوماً وتوارت عن العين
أعمدة الرخام فأنت فينا الروح ونسيانك مُحالٌ مُحال*
حتى ولو شاء القدر يوماً وأن تتلاشين عن
النظر ففي الوجدان أنت كالروح التي لا تقبل أبداً زوال
فها أنا ذا أغرد بصدى دقات قلبي لك من الروح
قصيدةً وان كنت لا أجد لي حولاً في غير هذا مجال*
قدسي الحبيبة أقصانا في رحمك جنينٌ حبيبتي
فلا تسألين من نحن ولا تهزي عرش القلوب
بهذا السؤال*
لـســــنا حبيبتي صرحٌ من خيال فنحن يــا قــدسَ
من علم الرجال كيف يكون الرجال*
نحن رجالك نعم بنو يعرب والإسلام لك الرجال
ونعم الرجال في زمن قد عزَّ فيه الرجال*
نعم وقد ترانا يا أقصاي نضحك بشفاهنا ولكن
القلب يبكي والدمع دمٌ قد تخضبت منه الجبال*
أيا رمز الثبات مسرى رسولي قبلتي الأولى قبتي
صخرتي في القلب أنت راسخةٌ كرسوخ الجبال*
مهجة الروح نسيانك محالٌ عروسٌ من أراد
خطبتها فمهرها بساحات الوغى دماء رجالها الأبطال*
فيا قدس لك الله حبيبتي وأقصانا في مهده يئن
ألماً يبكيني دماً على وجنتي قـد سـال*
فأنت الحب والعشق والهوى وأنت المراد وحتمٌ
علينا عشقك وحبك أقصاي صعب
المنال*
شاعر البحر *بحر بلا حدود
ديوان لحن القوافي
غزة/فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق